المعظم توران شاه بن السلطان صلاح الدين أسيرا في بلدة دارا «١» من حين أسروه من كسرة الحلبيين فحمله بدر الدين لؤلؤ إلى الموصل وقدم له ثيابا وتحفا وبعث به إلى عسكر حلب فاستولى عسكر حلب [على]«٢» الرقّة والرّها وسروج ورأس عين وما مع ذلك، واستولى المنصور إبراهيم صاحب حمص على بلد الخابور، ثم سار عسكر حلب ووصل إليه نجدة من الروم وحاصروا الملك المعظم بن الملك الصالح أيوب بآمد وتسلموها منه وتركوا له حصن كيفا وقلعة الهيثم «٣» ولم يزل ذلك [بيده]«٢» مدة حتى توفي أبوه الصالح أيوب بمصر، وسار إليها المعظم وبقي ولده الملك الموحد عبد الله بن المعظم توران شاه بن الصالح أيوب «٤» مالكا لحصن كيفا إلى أيام التتر وطالت مدته بها.
وفي هذه السنة (٢٥٤) كان هلاك الملك الجواد يونس بن مودود بن الملك العادل «٥» ، وصورة ما جرى له أنه كان قد استولى بعد ملك دمشق على سنجار وعانة، فباع عانة من الخليفة المستنصر بمال تسلمه منه، وسار لؤلؤ صاحب الموصل وحاصر سنجار والملك الجواد غائب عنها واستولى عليها ولم يبق بيد الجواد شيء من البلاد، فسار على البرية إلى غزة وأرسل إلى الملك الصالح أيوب صاحب مصر يسأله في المسير إليه فلم يجبه إلى ذلك، فسار الجواد ودخل عكّا وأقام مع الفرنج، فأرسل الصالح إسماعيل صاحب دمشق وبذل مالا للفرنج