صاحب حلب قد تزوج قبل ضيفة خاتون المذكورة بأختها غازية فلما توفيت غازية «١» تزوج بضيفة المذكورة، وكانت ضيفة خاتون قد ملكت حلب بعد وفاة ابنها العزيز وتصرفت في الملك تصرف السلاطين (٢٥٧) ، وقامت بالملك أحسن قيام، فمدة ملكها نحو ست سنين، ولما توفيت كان عمر [ابن]«٢» ابنها [الملك]«٢» الناصر [يوسف]«٢» بن [الملك]«٢» العزيز نحو ثلاث عشرة سنة فأشهد عليه أنه بلغ [وحكم]«٢» واستقل بمملكة حلب وما هو مضاف إليها، والمرجع في الأمور إلى جمال الدولة إقبال الخصي الأسود الخاتوني «١» .
وفي هذه السنة، توفي الخليفة المستنصر بالله أبو جعفر المنصور بن الظاهر محمد بن الإمام الناصر «٣» بكرة الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة، وكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة إلا شهرا، وكان حسن السيرة، عادلا في الرعية، وهو الذي بنى المدرسة ببغداد المسماة بالمستنصرية على جنب الدجلة من الجانب الشرقي مما يلي دار الخلافة وجعل لها أوقافا جليلة على أنواع البر، ولما توفي المستنصر اتفق آراء [أرباب]«٢» الدولة مثل الدوادار «٤»[و]«٢» الشرابي «١» على تقليد الخلافة ولده عبد الله ولقبوه: