وفي هذه السنة، قصدت التتر ميّافارقين بعد ملكهم بغداد، وكان صاحب ميّافارقين حينئذ الملك الكامل محمد بن الملك المظفر شهاب الدين غازي بن العادل أبي بكر بن أيوب، وكان قد ملكها بعد وفاة أبيه سنة اثنتين وأربعين وست مئة، فحاصره التتر وضايقوا ميّافارقين مضايقة شديدة، وصبر أهل ميّافارقين مع الكامل المذكور على الجوع الشديد، ودام ذلك حتى كان منه ما سنذكره «١» إن شاء الله تعالى.
وفيها، اشتد الوباء بالشام خصوصا دمشق حتى لم يوجد مغسّل للموتى.
وفيها، أرسل الملك الناصر يوسف صاحب الشام ولده الملك العزيز محمد وصحبته زين الدين المعروف بالحافظي «٢» ، وهو من أهل قرية عقرباء «٣» من بلاد دمشق بتحف وتقدّم إلى هولاكو ملك التتر، وصانعه لعلمه بعجزه عن مقاومته.
وفيها، كان بين البحرية بعد هزيمتهم من المصريين وبين عسكر الناصر يوسف صاحب دمشق ومقدمهم الأمير (٢٩٨) مجير الدين بن أبي زكرى «٤» مصاف بظاهر غزة انهزم فيه عسكر الناصر يوسف وأسر مجير الدين، وقوي أمر البحرية بعد هذه الكسرة وأكثروا العبث والفساد.