التحيل على [أخذ]«١» أموال الرعية، ولما قرر الملك المظفر قطز المذكور الشام على ما شرحناه سار من دمشق إلى جهة الديار المصرية.
وكان قد اتفق بيبرس البندقداري الصالحي مع أنص «٢» مملوك نجم الدين الرومي الصالحي «٢» والهاروني «٣» وعلم الدين صغن أغلي «٢» على قتل المظفر قطز، وساروا معه يتوقعون الفرصة فلما صار قطز إلى القصير بطرف الرّمل وبينه وبين الصالحية مرحلة وقد سبق الدّهليز والعسكر إلى الصالحية فبينا قطز يسير إذ قامت أرنب بين يديه فساق عليها وساق هؤلاء المذكورون معه، فلما أبعدوا تقدم إليه أنص وشفع عند الملك المظفر في إنسان فأجابه إلى ذلك، فأهوى ليقبل يده وقبض عليها، فحمل عليه بيبرس البندقداري حينئذ وضربه بالسيف واجتمعوا عليه ورموه عن فرسه وقتلوه بالنشاب وذلك في سابع عشر ذي القعدة من هذه السنة، فكانت (٣١٤) مدة ملكه أحد عشر شهرا وثلاثة عشر يوما «٤» ، وساق بيبرس وأصحابه بعد قتله حتى وصلوا إلى الصالحية، ولما وصل بيبرس المذكور هو والجماعة [قاتلو]«٥» المظفر قطز إلى الدّهليز وكان عند الدّهليز نائب السلطنة فارس الدين آقطاي المستعرب وهو الذي صار أتابكا لعلي ابن المعز أيبك بعد الحلبي، فلما تسلطن قطز أقره على نيابة السلطنة، فلما وصل بيبرس البندقداري سألهم آقطاي وقال: من قتله منكم؟ فقال بيبرس: أنا، فقال:
يا خوند! اجلس في مرتبة السلطنة فجلس، واستدعيت العساكر للتحليف فحلفوا له في اليوم الذي قتل فيه قطز واستقر بيبرس في السلطنة وتلقب بالملك