وفيها، جهز الظاهر عسكرا إلى حلب ومقدمهم شمس الدين سنقر الرومي «١» فأمنت بلاد حلب وعادت إلى الصلاح، ثم تقدم الظاهر إلى سنقر الرومي وإلى صاحب حماة المنصور وإلى صاحب حمص الأشرف أن يسيروا إلى أنطاكية وبلادها للإغارة عليها، فساروا إليها ونهبوا بلادها وضايقوها، ثم عادوا وتوجهت عساكر مصر صحبة سنقر الرومي إلى مصر، ووصلوا إليها في تاسع عشري رمضان هذه السنة ومعهم أربع مئة أسير، فقابلهم (٣٢٤) الظاهر بالإحسان والإنعام.
وفيها، لما ضاقت على آقوش البرلي البلاد، وأخذت منه حلب (و) لم يبق بيده غير البيرة دخل في طاعة الظاهر وسار إليه، فكتب الظاهر إلى النواب الإحسان إليه، ورتبت الإقامات له في الطرقات حتى وصل إلى الديار المصرية في ثاني (ذي) الحجة من هذه السنة فبالغ الظاهر في الإحسان إليه وتلقاه أحسن [تلقّ]«٢» فسأل آقوش البرلي من الظاهر أن يقبل منه البيرة فلم يفعل وما زال يعاوده حتى قبلها وبقي البرلي المذكور مع الظاهر إلى أن تغير عليه وقبضه في رجب سنة إحدى وستين وست مئة، فكان آخر العهد به.
وفيها في ذي القعدة، قبض الظاهر على نائبه بدمشق وهو علاء الدين طيبرس الوزيري «٣» ، وكان قد تولى دمشق بعد مسير علاء الدين أيدكين