إن الفتوحات لما رثّ ملبسها ... ... من برّ قيساريّة القشبا
في كل أرض جيوش قد بعثت بها ... حتى لقد أصبحت آياتها عجبا
أمطيتها.... تزهو السروج بها ... لا كل مستهجن يسهجن ...
كم قد قذفت شياطين العدو بها ... حتى أبصروا من شهبها شهبا
سبى أعنتها ملك ... ... قد أصبحت في الوغى راحاتها التعبا
لا يحسب الناس قيساريّة ضعفت ... أو أسلمت نفسها ...
لكنها بذيول النصر قد علقت ... وقد أتته لعكّا تطلب الحسبا
وارسوف جاءته لما حاز ... ما جاء محتطبا بل جاء محتطبا
ما كان من جرم رأي أن يرهما ... لا تقطع الرأس حتى تقطع الذنبا
فقل لحسّاده هذي صنائعه ... فمن يرى غيره يوما لها خطبا
(٣٣١) وفي تاسع عشر جمادى الآخرة، مات هولاكو ملك التتر، وهو هولاكو بن طلو بن جنكز خان، وكان موته بالقرب من كور (ة) مراغة، وكان مدة ملكه البلاد التي سنصفها نحو عشر سنين، وخلف خمسة عشر ولدا ذكرا، ولما مات جلس في الملك بعده ولده أبغا واستقرت له البلاد التي كانت بيد والده حال وفاته، وهي: إقليم خراسان وكرسيّه نيسابور، وإقليم عراق العجم وهو الذي يعرف ببلاد الجبل وكرسيّه أصفهان، وإقليم عراق العرب وكرسيّه بغداد، وإقليم أذربيجان وكرسيّه تبريز، وإقليم خورستان وكرسيّه تستر التي يسميها العامة تشتر، وإقليم فارس وكرسيّه شيراز، وإقليم ديار بكر وكرسيّه الموصل، وإقليم الروم وكرسيّه قونية وغير ذلك من البلاد التي ليست في الشهرة مثل هذه الأقاليم العظيمة.
وفيها، أو التي بعدها، أمسك الظاهر بيبرس زامل بن علي «١» أمير العرب