كانت ... بك الأحلام عن أمم ... والحمد لله شاهدناك عن كثب
أغضبت عبّاد عيسى إذ أبدتهم ... وكم له من رضى في ذلك الغضب
وأطلع الله جيش النصر فانتدبت ... طلائع الفتح بين الشّمس والقضب
وأشرف المصطفى الهادي البشير على ... ما أسلف الأشرف السلطان من قرب
فقرّ عينا بهذا الفتح وابتهجت ... ببشره الكعبة الغرّاء في الحجب
وسار في الأرض مسرى الريح سمعته ... فالبرّ في طرب والبحر في حرب
وخاضت البيض في بحر الدماء فما ... أبدت من البيض إلا ... مختضب
وغاص زرق القنا في زرق أعينهم ... كأنها منطق تهدي إلى قلب
توقدت وهي تروى في نحورهم ... فزادها الريّ في الإشراق واللهب
أجرت إلى البحر بحرا من دمائهم ... فراح كالراح إذ غرقاه كالحبب
(٣٦٦) وذاق من حرّها عنهم حديثهم ... ...... به...... الرهب
تحكمت فسطت فيهم قواضبها ... ...... لحاويها عن السلب
كم ... بطلا كالطّود قد بطلت ... ... فغدا كالمنزل الخرب
كأنه وسنان الرمح يطلبه ... برج هوى ووراه كوكب الذّنب
بشراك يا ملك الدنيا لقد شرفت ... بك الممالك ... على الرتب
ما بعد عكّا وقد لانت عريكتها ... لديك شيء تلاقيه على تعب
فانهض إلى الأرض فالدنيا بأجمعها ... مدّت إليك نواصيها بلا نصب
كم قد دعت وهي في إثر العدا زمنا ... صيد الملوك فلم تسمع ولم تجب
أجبتها يا صلاح الدين معتقدا ... بأن ظنّ صلاح الدين لم يخب
أسلت فيها كما سالت دماؤهم ... ...... نهرا من الذهب
أدركت ثأر صلاح الدين عندهم ... منه بشرّ طواه الله في القلب
وجئتها بجيوش كالسيول على ... أمثالها بين آجام من القضب