ألم يسمعوا أو لم يروا حال مغلهم ... بحمص «١» ، وقد أفناهم القتل والأسر
إن اندملت تلك الجراح فإنّهم ... متى ذكّروا ما مرّ ينقضها الذّكر
وما كره المغل اشتغالك عنهم ... بها عندما فرّوا، ولكنهم سرّوا
فأحرزتها بالسيف قهرا وهكذا ... فتوحك فيما قد مضى كلّه قسر «٢»
غدت بشعار الأشرف الملك الذي ... له الأرض دار وهي من حسنها قصر
فأضحت بحمد الله ثغرا ممنّعا ... تبيد الليالي والعدا وهو مفترّ
وكانت قذى في ناظر الدين فانجلى ... وذخرا لأهل الشرك فانعكس الأمر
فيا أشرف الأملاك بشراك غزوة ... تحصّل منها الفتح والذكر والأجر
ليهنك عند المصطفى أنّ دينه ... توالى له في يمن دولتك النّصر
وبشراك أرضيت المسيح وأحمدا ... وإن غضب التكفور «٣» من ذاك والكفر
فسر حيثما تختار فالأرض كلّها ... بحكمك، والأمصار أجمعها مصر
ودم، وابق للدنيا ليحيا بك الهدى ... ويزهى على [ماضي]«٤» العصور بك العصر
فلله في تخليد ملكك نعمة ... علينا ولا يضيق بها الشّكر «٥»
ورجع الملك الأشرف إلى حلب ثم إلى حماة، وقام الملك المظفر بوظائف (٣٧٤) خدمته، ثم توجه السلطان إلى دمشق، وأعطى الملك المظفر صاحب حماة الدستور فأقام ببلده، ودخل السلطان دمشق وصام بها رمضان، ثم سار بعد العيد إلى الديار المصرية.