تكن ضحوة إلا وقد ركن التتار إلى الفرار، وولوا الأدبار، ونزل النصر، ودقّت البشائر وزين البلد، فأين غمرة السبت من سرور يوم الأحد، فو الله ما ذقنا يوما أحلى منه ولا أمر من الذي قبله «١» .
وكان التتار نحو (ا) من خمسين ألفا عليهم قطلغ شاه «٢» نائب قازان، ورجع قازان من حلب في ضيق صدر من كسرة أصحابه يوم عرض، ثم أخزاه الله بهذه الكائنة العظمى التي يرجع فيها إليه من جيوشه نحو الثلث في حفاء وجوع وذل لا يعبر عنه، وتمزقوا لبعد المسافة، وتخطفهم أهل الحصون.
ووصل السلطان والخليفة بالنصر والظفر، وساق وراء المنهزمين سلّار وقبجق إلى القريتين.
واستشهد حسام الدين لاجين الرومي أستاذ دار «٣» ، وكان شيخا مهيبا مليح الشيبة من أبناء السبعين.
والأمير علاء الدين بن الجاكي «٤» ، شيخ مهيب كردي من أمراء دمشق.