للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب بعد هوي (؟) من الليل، وازدحم الخلق وسلّت السيوف وجرح جماعة، وخطفت عمائم، ثم أصبحوا وإذا نحو عشرة موتى من الزحمة، ثم جاء الوالي لصلاة الجمعة فرجمته الغوغاء فدخل داره واستمر الرجم وجمعوا قشا وأحرقوا (٤٠٦) باب السلطان ويعرف بباب اليهود، فأخرجوا المحبوسين ونهبوا دارين ثلاث لأتباع الوالي فبطّق الوالي إلى السلطان وغوّث فتنمّر السلطان وانزعج وظن الحبس الذي فتح هو الذي فيه الأمراء، فأمر ببذل السيف في البلد وبهدمه، ثم جهز جيشا عليهم الوزير الجمالي «١» فقدم وطلب الحاكم ونائبيه وأهانهم، فقال أحد النائبين هو ابن التنيسي «١» ما يلزمنا شيء ولا يحل لكم أن تهينوا الشرع، فبطحه الوزير وضربه غير مرة، ثم طلب الكارمية وسبهم وأخذ منهم أموالا عظيمة حتى أفقر كثيرا منهم، ووسط ثلاثين رجلا وقت صلاة الجمعة، فجرت في الجامع خبطة وخطفت العمائم، ثم طلب الجمالي القزازين وصادرهم وضربهم وجرى ما لا يعبر عنه، ثم قتل غير واحد ممن طافوا في الطرق يدعون عليه، وعزل الحاكم بالقاضي علم الدين الإخنائي «٢» .

وفي شعبان، توفي شيخ الحنفية وقاضي دمشق صدر الدين علي بن أبي القاسم البصروي «٣» عن خمس وثمانين سنة.

وطلب السلطان قاضي حلب شيخنا كمال الدين محمد بن علي الشافعي بن الزّملكاني إلى مصر لمشافهته بقضاء دمشق فأدركه أجله ببلبيس، رحمه الله

<<  <  ج: ص:  >  >>