جهينة خافت بليّ فانهزمت في أعلى الصعيد إلى أن أديلت قريش وملكت دار (٥٩) جهينة ثم حصل بينهم جميعا الصلح على مساكنهم هذه التي هم بها الآن وزالت الشّحناء.
قلت: وفي المثل:" وعند جهينة الخبر اليقين".
قال أبو عبيدة: خرج حصن بن عمرو بن معاوية بن كلاب ومعه رجل من جهينة فنزلا منزلا فقتل الجهنيّ الكلابيّ، وأخذ ماله، وكانت للكلابيّ أخت اسمها صخرة فجعلت تبكية في المواسم، فقال الأخنس الجهنيّ فيها:(الوافر)
كصخرة إذ تسائل في مراح ... وفي جرم وأعلمها ظنون
تسائل عن حصين كلّ حيّ ... وعند جهينة الخبر اليقين
وقيل: بل كان جهينة يخدم ملكا يمانيا، وكان له وزير إذا غاب الملك خلفه الوزير على [بعض]«١» حظاياه، فتبعه جهينة بحيث لم يره فلما جلس الوزير على مقعد الملك في لبسه والحظيّة إلى جانبه غنى وقد أخذ منهما السّكر:(الوافر)
إذا غاب المليك خلوت ليلي ... أضاجع عنده ليلي الطويل
كأن مطارح الوشحات منها ... هنال يطّردن على وهيل
فلما دخل فيهما السكر قام جهينة فقتل الوزير ودفن رأسه تحت وسادة الملك فلما أتى الملك وفقد الوزير جهد في تعرف خبره فلم يقف عليه حتى سكر جهينة ليلة عنده فقال:
(الوافر)
تسائل عن نجيدة كلّ وقت ... وعند جهينة الخبر اليقين