ومع هذا فإن ابن فضل الله العمري يرى أن ابن سعيد المغربي لم يوف الشرق حقه، وأن الفارق بين سلطنة المشرق، وسلطنة المغرب ما بين الأرض والسماء والدر والحصباء، وإن كان لا يغمط ابن العمري للغرب حقه، فنقل عن الثقات من أهل كل قطر ما هو عليه..
وعرض لخلافة بني العباس في المشرق وللسلطنة الغزنوية وأصناف عساكرها، وملوك جرجان وطبرستان والهند والسند والترك ... ومظاهر الملك فيها من فرش وتيجان مرصعة بالجواهر واليواقيت ... وإلى أسمطة الطعام والشراب وأوانيها بما يقصر الوصف عنها، وعرض لبعض سلاطين وأمراء السلاجقة الشجعان الذين اتسع سلطانهم وملكهم كالسلطان ملكشاه بن ألب أرسلان وذكر حسن تدبير وزيره، وعلاء الدين ملك خوارزم وسعة سلطانه وولده السلطان جلال الدين محمد، إذ كان جيش كل واحد منهم ستمائة ألف فارس ... وبوفاتهما طمى سيل التتار على الآفاق الإسلامية..
ورأى انه لا يقاس أهل الغرب بأهل الشرق، وذكر بعض طرائف لأهل المغرب وعرّج بعد ذلك إلى الكلام في الحيوان والنبات والمعادن في المشرق بما لا يماثله في الغرب، فعرض لأنواع الخيول في المشرق والبراذين والبغال والجمال والأغنام وغير ذلك من الحيوانات التي يستفاد من جلودها كالنمور والسنجاب والغزال وغيرها ثم عرض لمعادن المشرق من ذهب وبيّن مواضعه كما ذكر مواضع الذهب والفضة في المغرب.
وعرض لأنواع الجواهر في المشرق، ومنابت العود والصندل والكافور والراوند والقرنفل والفلفل وأنواع الطيب والعقاقير النافعة وأنه ليس في الغرب ما يضاهي