للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجهيزها.

وحكى أنه قال لأولاده في جملة وصاياه إليهم، وحقه لهم على المؤالفة، وإجراء الأمور على انقياد الصغير للكبير، وضرب لهم أمثالا منها أنه دفع إليهم عدة أسهم مفردة، وأمر بكسر كل واحد منهم، فكسر في أسرع وقت، ثم جمع من تلك الأسهم عدة كثيرة، وأمر كل واحد منهم بكسرها مجتمعة، فعجزوا، قال: كذا حالكم في الوهن متفرقين.

ولما عرضت لهم الممالك، وذلت لهم المسالك، عين لكل منهم إقليما بمفرده، ومنزلا يختص بحشده وعدد، فعين لأخيه أو تكين نويان [١] حدود بلاد الختا [٢] وعين لولده الكبير توشى من حدود قيالق إلى أقصى شفشين وبلغار [٣] ، وعين لچغتاي من حدود الأويغور [٤] إلى سمرقند وبخاري، وجعل لنفسه مقاما في قياس مجاور أرمالق، وجعل ولده أوكتاي ولي عهده، وكان موضعه في عهد حدود آمل وقراباق [٥] ، فلما جلس على تخت السلطان، انتقل إلى الموضع الأصلي بين الختا


[١] أوتكين نوين ويقصد به تولوي حيث كان يحمل لقب نوين الأكبر وكان أصغر إخوته، واللقب بالمغولية يكه نوين وبالتركية الوغ نوين (رشيد الدين فضل الله جامع التواريخ طبعة برزين ق ٨/١٢٧) .
[٢] الختا: الختا والخطا قبائل سكنت شمال شرقي إيران في عهد السلاجقة وأقاموا دولة سنة ٥١٨ هـ كانت بين ممالك المغول وخوارزم، قضى عليهم سنة ٦٠٩ هـ (انظر دولة السلاجقة د. عبد المنعم حسنين القاهرة ١٩٧٥- ٩٨- ١٠٠ المغول في التاريخ د. فؤاد عبد المعطي ص ٦) وهم شعوب الختن بكسر الخاء- يعرفون لدى المغول باسم خادقوت (جامع التواريخ ١/١١٥) . (انظر) تركستان ٨١ وما بعدها) .
[٣] البلغار: من بلغار القولجا (انظر: رحلة ابن بطوطة ٢٢٥) وانظر: الخرائط المرفقة أخر الكتاب- والبلغار مدينة للصقالبة شديدة البرد لا يكاد البرد يقلع عن أرضهم صيفا ولا شتاء (مراصد الأطلاع ١/٢١٩) .
[٤] الأويغور: قوم من الأتراك يدينون بالمسيحية واليهودية والمانوية، وهم بصفة عامة أكثر أقوام الأتراك والمغول تمدنا، كانوا يقطنون شمال شرقي تركستان، وشمال نهر قاريم، وأهم مدنهم تورفان وبيش باليغ وبرقول وقره شهر وآلماليغ، كان لهم خط خاص لهم وهو الخط الأويغوري (انظر حاشية جامع التواريخ ١/١٩٥- تركستان لبارتولد ٥٥٣- ٥٥٤) .
[٥] قراباق: هي قره باغ أي الحديقة السوداء، أرض تقع ببلاد آذربيجان الحالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>