للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ممالك الخليفة وانتزاعها منه، وحسّن له ذلك، فأجابه إليه [١] .

ودخل هولاكو إلى البلاد، وأوقع بالملاحدة [٢] واتهم سبعمائة نفر من أكابر همذان وتلك البلاد المضافة إلى باتو ثم إلى بركة (المخطوط ص ٥٠) بالميل إلى بركة والمباطنة على هولاكو ومنكوقان، وقتلهم عن آخرهم، وامتد في البلاد، وقصد دست [٣] القبجاق، وعدى إليه، وأقام ثلاثة أيام، لا يجد مقاتلا، فلما كان في اليوم الرابع دهمتهم الخيل، وداسهم بركة بجنوده وعساكره، ودارت الدائرة على هولاكو حتى هم بالهزيمة، فترك أمير كبير [٤] كان معه اسمه سنتاي، وهو المنسوب إليه عقبة سنتاي بالعراق، وأمسك برأس فرس هولاكو، وقال له: أين تروح؟ ثم استمر القتل في أصحابه فتأخر حتى صار نهر الكر، بينه وبين بركة [٥] .

وجاء بركة على نهر الكر، ولم يجد له سبيلا إلى العبور، ورجع هولاكو، وعاث في البلاد، وعام في تيار الفساد، وفعل فعلته، وقويت العداوة بينه وبين بركة قاآن [٦] وخف حاذه من الجيش لمقاومة أعدائه.

ثم لما جرى على بغداد ما أجرى العيون دما، وأسال النفوس أسفا، استأثر


[١] لم ترد هذه الرسالة عند رشيد الدين فضل الله في كتابه جامع التواريخ.
[٢] سنة إيقاع هولاكو بالملاحدة ٦٥٤- ٦٥٥ هـ (انظر فتوحات هولاكو خان ١٤- ١٧- روضة الصفا ٢٥٩- ٢٦٠- جامع التواريخ ١/٢٤٣- ٢٥٩- إسماعيليان در تاريخ- يعقوب آزند جاب دوم تهران ٣٣٩) .
[٣] أي عاصمة القبجاق.
[٤] أمير كبير وظيفة تعادل وظيفة الوزير.
[٥] كانت الحرب بينهما سنة ١٢٦٣ م.
[٦] قال بركاي (بركة) : إنه قد دمر جميع مدن المسلمين، وقضى على أسر ملوك الإسلام جميعهم، ولم يميز بين الصديق والعدو، وأعدم الخليفة دون مشورة كبار الأسرة، فلو أمدني الله تعالى لطالبته بدماء الأبرياء (انظر: جامع التواريخ ٢/٣٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>