وفرى «١» جلد كل ليل عن صباحه، وقطع نهر كل نهار يتدفق في بطاحه، حتى طاف أكثر البلاد، وأطال عمر الكد والاجتهاد، حتى تلقى العلم، وتلقنه، (ص ٢٠٧) وانتقى محاسنه، وأتقنه، وعدّ لكل سيئة من سيئات السرى ألف حسنة لا بل يزيد، إنما هذا شيء يجري على الألسنة، هذا إلى ما ينقل من أنساب، ويعرف به أيم قلمه إذا انساب، وغير هذا مما أوتي منه بغير حساب.
مولده في شعبان سنة اثنتين وعشرين، وأربعمائة بعكبرا «٢» ، وسمع ببغداد، ودمشق، ومصر، وبما وراء النهر، وخراسان، والجبال، والجزيرة، والسواحل، ولقي الحفاظ، والأعلام، وحدث عنه شيخه أبو بكر الخطيب، وآخرون.
وقال شيرويه «٣» في طبقاته: كان الأمير أبو نصر يعرف بالوزير سعد الملك ابن ماكولا، قدم رسولا مرارا «٤» ، وكان حافظا متقنا، وعني بهذا الشأن، ولم يكن في زمانه بعد الخطيب أحد أفضل منه،