تراهم بالذي ألقاه قد علموا ... شطّ «١» المزار وبان البان «٢» والعلم
لهفي عليهم وقد شدّوا ركائبهم ... عن الديار ولا يثني بهم ندم
قد كان يدنيهم طيف يلمّ بنا ... فالآن لا الطيف يدنيهم ولا الحلم
الله أكبر كم أجرى فراقهم ... دمعا وعاد بمن لا عاد وهو دم
أمّوا الحجاز فما سارت مطيّهم ... حتى استقلت نعوشا قدّمت لهم
وأحرموا لطواف البيت لا حرموا ... من لذة العيش طول الدهر ما حزموا
زاروا النبيّ وساروا نحو موقفهم ... حتى إذا قاربوا مطلوبهم جثموا
يا سائرين إلى أرض الحجاز لقد ... خلّفتم في حشاي النار تضطرم
هل منشد فيكم أو ناشد طلبا ... أضللته وادلهمّت بعده الظلم
قد كان في قاسم من غيره عوض ... فاليوم لا قاسم فينا ولا قسم «٣»
من لو أتى مكة مالت أباطحها ... به سرورا وجادت أفقها الديم «٤»
أقسمت منذ زمان ما رأى أحد ... لقاسم شبها في الأرض لو قسموا
هذا الذي يشكر المختار هجرته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
ما كان ينكره ركن الحطيم به ... لو أخّر العمر حتى جاء يستلم
له إليه وفادات تقرّ بها ... جبال مكة والبطحاء والأكم
محدّث الشام صدقا بل مؤرخه ... جرى بهذا وذا فيما مضى القلم
يا طالب العلم في الفنّين مجتهدا ... في ذا وهذا «٥» ينادى المفرد العلم