قال أيوب السختياني «١» : ما تركت بالمدينة أحدا أفقه من يحيى بن سعيد، وقال أبو حاتم «٢» : ثقة يوازي الزهري «٣» ، وقال يحيى بن القطان هو مقدّم على الزهري، اختلف على الزهري، وهو لم يختلف عليه، وقال الثوري: كان من الحفّاظ، وقال سليمان بن بلال، كان يحيى بن سعيد قد ساءت حاله، وأصابه ضيق شديد، وركبه الدّين، فجاءه كتاب المنصور «٤» بالقضاء، فوكّلني بأهله، وقال لي: والله ما خرجت وأنا أجهل شيئا، فلما قدم العراق كتب إلي،: والله لأوّل خصمين جلسا بين يدي، فاقتضيا شيئا، والله ما سمعته قط فإذا جاءك كتابي. فسل ربيعة «٥» واكتب إليّ بما يقول، واكتم هذا./ (ص ٢٧٠)
قال سليمان: ولما سار خرجت معه أشيعه، فاستقبله جنازة فتغيّرت فقال لي: يا أبا محمد أراك تغيرت؟! فقلت: اللهم لا طير إلا طيرك، قال والله لئن صدق طيرك لينعشنّ أمري، قال: فما أقام إلا شهرين حتى قضى دينه وأصاب