للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على كواهل ضعيفة، وظهروا بصور كبار، وهمم نحيفة، وو الله إن الأمر لعظيم، وإن الخطب لجسيم، ولا أرى أن مع ذلك أمنا ولا قرارا ولا راحة، اللهم إلا رجلا نبذ الآخرة وراه واتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ

«١» ، وقصر همه وهمته على حظ نفسه ودنياه فغاية مطلبه/ (ص ٣٢٢) حب الجاه، والرغبة في قلوب الناس، وتحسين الزي والملبس والمركب والمجلس، غير مستشعر خسة «٢» حاله، ولا ركاكة مقصده، وهذا لا كلام معه، فَإِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى

«٣» وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ

«٤» فاتق الله الذي يراك حين تقوم «٥» ، واقصر أملك عليه، فالمحروم من فضله غير مرحوم، وما أنا وأنتم أيها النفر إلا كما قال الحبيب العجمي «٦» - رضي الله عنه- وقد قال له قائل: ليتنا لم نخلق- فقال: قد وقعتم فاحتالوا. وإن خفي عليك بعض هذا الخطر، وشغلتك الدنيا أن تقضي من معرفته الوطر «٧» ، فتأمل قوله «٨» :"

<<  <  ج: ص:  >  >>