الحديث وصنّف كتبا، وسمع الناس منه، وحجّ. توفي في مكة سنة أربع وعشرين ومئتين، وقال إبراهيم بن أبي طالب: سألت أبا قدامة عن الشافعي وابن حنبل وإسحاق وأبي عبيد، فقال: أما أفهمهم فالشافعي، وأما أورعهم فأحمد بن حنبل، وأما أحفظهم فإسحاق، وأما أعلمهم بلغات العرب فأبو عبيد، وقال إسحاق بن راهويه:«١» لله أبو عبيد الله، أفقه مني وأعلم مني، أبو عبيد أوسعنا علما، وأكثرنا أدبا، وأجمعنا جمعا. إنّا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا.
وقال الإمام أحمد: أبو عبيد ممن يزداد كل يوم عندنا خيرا. وقال أيضا: أبو عبيد أستاذ.
وقال يحيى بن معين: ثقة. وقال، وقد سئل عن أبي عبيد: أبو عبيد يسأل عن الناس. وقال أبو داود: ثقة مأمون. وقال الدارقطني: إمام ثقة جلّ وسلّام والده رومي. وقال الإمام: هو الإمام المقبول عند الكل. وقال إبراهيم الحربي: أدركت ثلاثة لن ترى مثلهم أبدا، تعجز النساء أن تلد مثلهم، رأيت أبا عبيد القاسم بن سلّام، ما سألته إلّا كأنه جبل نفخ فيه روح ورأيت بشر بن الحارث «٢» فما شبّهته إلا برجل ملئ من فرقه إلى قدمه عقلا، ورأيت أحمد ابن حنبل فرأيت كأنّ الله جمع له علم الأولين من كل صنف، يقول ما يشاء ويمسك ما شاء وقال أحمد بن حنبل بن خلف القاضي: كان أبو عبيد فاضلا في دينه وعلمه، ربانيا مفتيا في أصناف من علوم الإسلام من القرآن والفقه والأخبار والعربية، حسن الرواية صحيح النقل، لا أعلم أحدا من الناس طعن عليه في شيء من أمره ودينه.
وقال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب الغريب لأبي عبيد على أبي فاستحسنه، وقال جزاه الله خيرا. قال وكتبه أبي. قال الحارث بن أبي أسامة: حمل غريب الحديث لأبي عبيد إلى عبد الله بن طاهر، قال: فلما نظر فيه قال: هذا رجل عاقل دقيق النظر، فكتب إلى إسحاق بن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمسمئة درهم وقال هلال بن العلا الرقّي: