للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجوانب، فسيحة المذاهب، حتى إذا رجعوا (عنها) «١» إلى مصيفهم راحلين عنها، أحرقوا تلك الحظائر، لكثرة ما يتولد فيها يحرق من الأفاعي (المخطوط ص ٩٩) والحيات.

أخبرني الفاضل نظام الدين أبو الفضائل يحيى بن الحكيم أنه يغرم على تلك الحظائر خزائن أموال ثم يحرقونها لا يبالون؛ وملوك هذه المملكة مشتاهم باوجان، وفي بعض السنين ببغداد، وأما مصيفهم في قراباغ [١] «٢» باللغة التركية وحتى البستان الأسود، وتربته سوداء، ثم قرى ممتدة، وهو صحيح الهواء والماء، كثير المرعى، وإذا نزل به الأردو، والأردو [٢] هو محلة السلطان، وأحدث الأمراء به والخواتين منازلهم ينصب به مساجد جامعة وأسواق منوعة، يوجد بها من كل ما [٣] في أمهات المدن الكبار، (حتى يكون للخياطات أسواق ومحلات) «٣» ولا ينكر على أحد بل كل امرئ وما استحسن، وإنما الموجودات على كثرتها من (الملابس) «٤» والمأكل والمشارب والماعون، وأجر الصنائع غالية جدا، لكلفة المحمل، ومؤنة الأسفار، حتى يبلغ الشيء ثمن مثله مرتين وأكثر.

وأما الكلام في توريز فإنها مدينة غير كبيرة المقدار والماء مساق «٥» إليها، وبها أنواع الفواكه، ولكنها ليست بغاية في الكثرة.


[١] قراباغ: إقليم ذات حكم ذاتي تابع لأرمينيا وواقع في آذربيجان، وهو قره باغ أي الحديقة السوداء باللغة التركية.
[٢] المعسكر.
[٣] وردت بالمخطوط كلما.

<<  <  ج: ص:  >  >>