للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألهو بنشوان القوام بوجهه ... شغل الخلي ونزهة للوامق «١»

ما زلت أسقيه ويسقيني إلى ... أن شيّب الظلماء وخط السّارق

كأسا إذا الساقي اجتلاها في الدّجى ... جعلت على خدّيه ثوب شقائق

طورا أنا شده النسيب وتارة ... يشدو فيطربني بلحن مخارق

حتى رأيت السّكر يخفض صوته ... وبدا النّعاس يحل عقد عقائق

فلثمته عند الكرى فإذا به ... سلس القياد مطيّة للفاسق

فجرت هنالك في مطاوي سرّها ... مرضاة إبليس وسخط الخالق

قال ابن المستوفي: ونقلت من مجموعه المذكور بخطّه ولمعلّقه: [الكامل]

يا من يدكّ على كريم في الورى ... حتى أملّكه كرائم مالي

هذا الزمان إذا تيمّم «٢» آمل ... أحدا يعود مخيّب الآمال

ومنه قال معلقه: كان لي في عنفوان الشبيبة وزمن اللهو صديق كنت آنس به ويأنس بي، ويطلعني على الخاص من سرّه. وكان من أولاد الكتّاب، فهوي صبيا من أولاد الجند.

فكنت إذا ذكرته عنده يضرب عن ذكره صفحا، ويقول متمثلا: [الطويل]

ودع عنك نهبا صيح في حجراته ... ولكن حديثا ما حديث الرواحل

وان قلت له ها هو قد أقبل انظر إليه، يلوي وجهه عني. ومع هذا كله فكان به كلفا، وكنت أعلم ذلك منه. فقلت له يوما وقد خرجنا إلى بعض الرياض للخلوة: ما أبرد حبّك لمن لا يعلم به، ولا تعمل الحيلة في الوصول إليه، والجلوس معه؛ حتى إنك تضرب عن ذكره، وتكفّ نظرك عنه إذا قيل لك: قد أقبل.

فقال لي: يا هذا، إنّ غرامي به لأحرّ من لظى على ساكنها، ولكن أخاف الفضيحة. وإن يفطن به الناس، أو أني أنظر إليه فيستحي مني. فإن نظر إليّ قتلني لا محالة. فأريد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>