للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاولت من أهواه في قتله ... فقال ما يشفق من عارضي

فقلت يا بدر الدجى مذهبي ... أنّي لا اعتدّ بالعارضي

وقوله: [السريع]

أضمرت في القلب هوى شادن ... مشتغل في النحو لا ينصف

وصفت ما أضمرت يوما له ... فقال لي المضمر لا يوصف

وقوله، صدر كتاب إلى ابن نصحان حين سافر إلى البلاد المصرية: [الكامل]

يا غائبا قد كنت أحسب قلبه ... بسوى دمشق وأهله لا يعلق

إن كان صدّك نيل مصر وأهلها ... عنهم فلا غرو إلا العدو والأرق

وقوله من أبيات أجاب بها الفاضل تاج الدين اليماني: [المديد]

أقبلت تختال في حلل ... وشيها من صنعة اليمن

فرعها يملي خلائطها ... ما يقول القرط في الأذن

ومن خطبه التي تلج القلوب، وتخرج إلى الإقلاع والإقلال من الذنوب قوله:

أيها الناس تأنّسوا في المكارم وسارعوا إلى المغانم، وجانبوا مكاسب المآثم؛ فإنها معادم.

وأيقظوا عيون العزائم فإنّها نوائم، واغتنموا أوقات الطاعات فإنها مواسم. هذا، عباد الله شعبان وأخذه بكم ركائبه، مملوءة بمتاجر أعمالكم حقائبه، فالسعيد من زكّى فيه بالإخلاص مكاسب أعماله، والشقيّ من أضحت زيوف المعاصي رأس مال آماله. سحقا له من مغبون. ما أخسر صفقته! ومدلج في دياجي الأطماع ما أبعد شقّته! باع الباقي بما يفنى، واعتاض عن النفيس العالي بالأدنى. تبرّجت له الدنيا فأخلد إليها، وضمنت له كواذب الآمال سلامته المآل فاعتمد عليها؛ حتى إذا استرجعت منه الأيام ما وهبت، وأخلفته الآمال المواعد وكذبت، ورأى وجود أمانيه عدما، وصحة ظنونه سقما، عضّ على يديه ندما، وبكى بذلّ الدموع بالدما، واستصرخ فلم يجد مسعدا ووجد منسي أعماله حاضرا، ولا يظلم ربك أحدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>