للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من البلاد والمسالك والممالك، وتاريخ الأمم، وحضارات الدول، وما حلّ بها، وتاريخ بنائها، والأحداث التي عصفت بها، ثم تراجم عظماء من أبنائها سواء كانوا علماء، أو قرّاء، أو فقهاء، أو محدّثين، أو فلاسفة وحكماء، أو أطباء، أو مؤرخين، أو شعراء، أو كتاب إنشاء، أو ساسة وخلفاء، سواء كان ذلك في شرق الأرض أو غربها، جمع ابن فضل الله- رحمه الله تعالى مؤلف هذه المعلمة- ما وصلت إليه يده من سير أولئك الرجال، وتصرّف بنصوصها على طريقته، حتى قدم لنا هذه الموسوعة الشاملة الكاملة في مختلف العلوم والفنون لتكون أول موسوعة تاريخية جغرافية علمية شاملة من حيث تنوع موضوعاتها، وتشعّب عناوينها وتفريعاتها، حتى إن الإنسان ليعجب وهو يتناول تلك الموسوعة: كم أمضى صاحبها في تصنيفها من وقت؟، لا سيما وأنه قد كان من أرباب المناصب وكتّاب الدواوين- دواوين الإنشاء- في زمانه. لنلمس سعة اطلاعه، وعظم تجربته، وخبرته في كافة المواضيع المطروقة في هذه المعلمة التاريخية الجغرافية الأدبية الشعرية العلمية. وستجد- يا أخي القارئ الكريم- صدق ذلك أثناء تصفحك لأجزاء هذه الموسوعة بعد الانتهاء منها إن شاء الله تعالى في المستقبل القريب.

وأما عظمة هذا الكتاب من حيث مؤلفه: فلأن مؤلفه العالم الأديب المدقق والمحقق الأريب أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين، المؤرّخ الحجّة في معرفة المسالك والممالك، وخطوط الأقاليم والبلدان، وإمام الترسّل والإنشاء، والعارف بأخبار رجال عصره وتراجمهم، وكان غزير المعرفة بالتاريخ ولا سيما تاريخ ملوك المغول من عهد جنكيز خان إلى عصره. وقد ولد رحمه الله تعالى سنة ٧٠٠ هجرية، وتوفي في دمشق سنة ٧٤٩ هجرية.

وتظهر لنا عظمة هذا الرجل إذا علمنا قصر عمره وما ترك من آثار جليلة لا زالت المكتبة العربية الإسلامية تفتخر بها، ولا زال كثير منها مخطوطا ومن هذه المخطوطات هذه الموسوعة الجليلة الموسومة ب:" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" والتي بلغ مجموع مجلداتها سبعة

<<  <  ج: ص:  >  >>