وعشرين مجلدا ضخما، قال عنها ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات:" كتاب حافل ما أعلم أن لأحد مثله". وللأسف الشديد أن هذه الموسوعة ما زالت مخطوطة في خزائن الكتب إلى أيام الناس هذه، حتى وفق الله العلامة الدكتور فؤاد سيزكين الذي نشط في نشر مصورات نفائس مخطوطاتنا العربية والإسلامية وذلك ضمن إطار معهد فرانكفورت- ألمانيا- ومن هذه النفائس مصورة مسالك الأبصار والتي اعتمدناها في هذا التحقيق فنفض عنها غبار السنين وقدّمها هدية للمثقف العربي، بعد أن كانت ممزقة الأشلاء يأتي كل من هب ودب ليستلّ منها بحثا لينال به رسالة علمية أكاديمية سواء رسالة ما جستير أو غير ذلك.
ثم وفق الله سبحانه وتعالى المجمع الثقافي ليأخذ على عاتقه إخراج هذه المخطوطة العظيمة إلى النور، أداء للأمانة التي حملها منذ أن تولى طباعة كتب تراث هذه الأمة المجيدة. ولا شك أن في طبع هذه الموسوعة إضافة إلى رصيده الكبير في إخراج تراث الأمة على خير وجه ممكن، ينال به الأجر والمثوبة من الله، والذكر الحسن في دنيا الناس.
ومن مصنفات عالمنا الجليل ابن فضل الله العمري:" مختصر قلائد العقيان"، و" الشتويات"، عبارة عن مجموع رسائل، و" النبذة الكافية في معرفة الكتابة والقافية"، و" ممالك عبّاد الصليب"، و" الدائرة بين مكة والبلاد"، و" التعريف بالمصطلح الشريف"، وهو في مراسم الملك وما يتعلق به. ومن مؤلفاته أيضا:" فواضل السمر في فضائل آل عمر" وهو في أربع مجلّدات، و" نفحة الروض" في الأدب، و" دمعة الباكي" في الأدب، و" صبابة المشتاق" في المدائح النبوية، في أربع مجلدات، وله شعر في منتهى الرقة.
وأما عظمة موضوع هذا الجزء: فلأنه تناول في ثناياه تراجم لأشهر أولياء هذه الأمة المباركة، بدءا من عصر التابعين إلى زمن المصنف- رحمه الله-، حيث ضم ترجمة لما يزيد عن مائة عالم عارف بالله تعالى، ذكر في ترجمتهم ما كانت عليه أحوالهم رضي الله