وقال الفضيل:" لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت عليّ ولا أحاسب بها لكنت أتقذّرها، كما يتقذّر أحدكم الجيفة إذا مرّ بها أن تصيب ثوبه"«١»
وقال:" ترك العمل لأجل الناس هو الرياء «٢» ، والعمل لأجل الناس «٣» هو الشرك".
وقال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكا، ولا مبتسما «٤» ، إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك؟. فقال:" إن الله أحبّ أمرا فأحببت ذلك".
وقال الفضيل:" إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي". «٥»
حكى في" مناقب الأبرار"«٦» عن سفيان بن عيينة- رضي الله عنه قال: قال لي الرشيد: أريد أن ألقى الفضيل بن عياض، لعلّ الله أن يحدث لي عظة أنتفع بها. فقلت له: والله! إنّ ذلك لحبيب إليّ، ولكنه رجل قد أخذ نفسه بخدمة الله تعالى، فما لأحد فيه حظ، وأكره أن تراه متصوفا في بعض حالاته من عبادة ربه- عزّ وجلّ- فتوهم عليه جفاء،