وقد قال له يوما:" إذا كانت لك إلى الله حاجة فأقسم عليه بي".
قال أبو علي الدقاق- رحمه الله تعالى-: كان معروف الكرخي أبواه نصرانيان، فسلّموا معروفا إلى المؤدّب [وهو صبي] ، فكان المؤدّب يقول له: قل:" ثالث ثلاثة" ويقول معروف: بل هو واحد!. فضربه المعلّم يوما ضربا مبرّحا، فهرب معروف، فكان أبواه يقولان:
ليته يرجع إلينا على أيّ دين يشاء، فنوافقه عليه.
ثم إنه أسلم علي يدي علي بن موسى الرضا، ورجع إلى منزله، ودقّ الباب، فقيل: من بالباب؟. فقال: معروف. فقالوا: على أيّ دين جئت؟. فقال: على الدين الحنيفي؛ فأسلم أبواه. «١»
وقال سريّ السقطي: رأيت معروفا الكرخيّ في النوم بعد موته، فقلت: ما فعل الله بك؟. فقال: غفر لي. فقلت: بزهدك وورعك؟. قال: لا، بقبولي موعظة ابن السّمّاك، ولزوم الفقر، ومحبتي الفقراء.
وموعظة ابن السّمّاك: ما قاله معروف:
" كنت مارّا بالكوفة، فوقفت على رجل يقال له:" ابن السمّاك" وهو يعظ الناس؛ فقال في