فلما كان اليوم الرابع لم يبق لي سوى الله تعالى، فهمت، فسمعت هاتفا يقول: يا أبا يزيد! لا تقوى معنا. فقلت: هذا الذي أريده.
فسمعت قائلا يقول: وجدت، وجدت. «١»
وقيل لأبي يزيد: ما أشدّ ما لقيت في سبيل الله؟.
فقال: لا يمكن وصفه.
فقيل له: ما أهون ما لقيت نفسك منك؟.
فقال: أما هذا فنعم؛ دعوتها إلى شيء من الطاعات، فلم تجبني، فمنعتها الماء سنة. «٢»
وقال أبو يزيد:" منذ ثلاثين سنة أصلّي، واعتقادي في نفسي عند كل صلاة أصلّيها كأني مجوسي أريد أن أقطع زنّاري! «٣» .
وقال أيضا:" لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء، فلا تغترّوا به، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود وأداء الشريعة". «٤»
وذهب أبو يزيد ليلة إلى الرباط، ليذكر الله- سبحانه وتعالى- على سور الرباط، فبقي إلى الصباح لم يذكر!، فقيل له في ذلك؟. فقال: تذكّرت كلمة جرت على لساني في حال