وعلوّ مراتب عليها أردية النفوس تشقق. جمع بين الطريقتين، وتصدّر في جميع الفريقين، ولم يكن فيهم منكرا أنه حامل لوائهم، وحامي سرحهم عند لأوائهم، فكان هو بينهم المنادى المفرد العلم، والواحد الفرد حلّ حيث حلّ من العظم، فاض منه بحر لم يبق منه جدول إلا اختطفه في تياره، واقتطفه ورق النّصال ببتّاره. ويحكى أنه كان لا يرى إلا في زي مريد، وزيادة تواضع ما عليه مزيد.
أصله من نهاوند «١» ، ومنشؤه ومولده بالعراق، وأبوه كان يبيع الزجاج فلذلك يقال له" القواريري".
وكان أبو القاسم يبيع الخزّ، فقيل له:" الخزاز"«٢» وكان فقيها على مذهب" أبي ثور". «٣» صحب السري، والحارث المحاسبي، ومحمد بن علي القصاب «٤» ، وغيرهم.