وحكى الشيخ شمس الدين إسماعيل بن سودكين عنه أنه كان يقول:" ينبغي للعبد أن يستعمل همّه في الحضور في مناجاته، بحيث يكون حاكما على خياله، بصرفه بعقله نوما كما كان يحكم عليه يقظة، فإذا حصل للعبد هذا الحضور، وصار خلقا له، وجد ثمرة ذلك في البرزخ، وانتفع جدا، فليهتم العبد بتحصيل هذا القدر فإنه عظيم الفائدة بإذن الله تعالى".
وقال:" إن الشيطان ليقنع من الإنسان بأن ينقله من طاعة إلى طاعة ليفسخ عزمه بذلك".
وقال:" وينبغي للسالك متى خطر له أنه يعقد على أمر ما، أو يعاهد الله تعالى عليه، أن يترك ذلك الأمر إلى أن يجيء وقته، فإن يسّر الله فعله فعله، وإن لم ييسّر الله فعله يكون مخلصا من نكث العهد، ولا يتّصف بنقض الميثاق".
وقال:" إن الحق- سبحانه- جعل الطريق إلى معرفته أسهل الطرق وأوضحها، فقال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
«١» ، وهو أصل المعارف كلها.
وقال:" بلغني في مكة عن امرأة من أهل بغداد أنها تكلمت فيّ بأمور عظيمة، فقلت:
هذه قد جعلها الله سببا لخير وصل إليّ، فلأ كافئنها. وعقدت في نفسي أن أجعل جميع ما أعتمر في رجب يكون لها، وعنها؛ ففعلت ذلك؛ فلما كان الموسم استدل عليّ رجل غريب، فسأله الجماعة عن قصده، فقال: بالينبع في الليلة التي بت فيها كأن آلافا من الإبل أوقارها المسك والعنبر والجوهر، فعجبت من كثرته، ثم سألت لمن هو؟، فقيل لمحمد ابن عربي، يهديه إلى فلانة، وسمى تلك المرأة، ثم قال: وقيل لي: هذا بعض ما يستحق.
قال ابن عربي: فلما سمعت الرؤيا واسم المرأة ولم يكن أحد من خلق الله علم مني ذلك، علمت أنه تعريف من جانب الحق، وفهمت من قوله: أن هذا بعض ما يستحق، أنها مكذوب عليها. قال: فقصدت المرأة، وقلت: اصدقيني! [فقالت: كنت] قاعدة قبالة البيت وأنت تطوف، فشكرك الجماعة التي كنت فيهم، فقلت في نفسي: اللهم إني