وقال الشيخ أبو العباس المرسي- رضي الله عنه-: رأيت عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- في المنام؛ فقلت: يا أمير المؤمنين! ما علامة حب الدنيا؟.
قال: خوف المذمة، وحب الثناء.
وكان يقول:" والله ما دخل بطني حرام قط".
وكان يقول:" الورع من ورعه الله تعالى".
وقال:" عزم علينا بعض الصلحاء بالاسكندرية في بستان له بالرمل، فخرجت أنا وجماعة من صلحاء الثغر، ولم يخرج معنا صاحب البستان ذلك الوقت، بل وصف لنا المكان، فتجارينا- ونحن خارجون- الكلام في الورع، فكلّ قال شيئا. فقلت لهم: الورع من ورعه الله تعالى.
فلما أتينا البستان، وكان زمن التوت، كلهم أسرع إلى الأكل، وأكلت، وكنت كلما جئت لآكل أجد وجعا في بطني، فأرجع، فينقطع الوجع، ففعلت ذلك مرارا، فجلست ولم آكل شيئا، وهم يأكلون؛ وإذا بإنسان يصيح: كيف يحل لكم أن تأكلوا من ثمرة بستاني بغير إذني؟. فإذا هم قد غلطوا بالبستان!. فقلت لهم: ألم أقل لكم إن الورع من ورّعه الله تعالى؟.
وكان يقول: والله! ما جلست للخلق حتى هدّدت بالسلب، وقيل لي: لئن لم تجلس لنسلبنّك ما وهبناك.
وكان شديد الكراهية للوسواس في الطهارة والصلاة، وينقل عنه شهود من كان ذلك وصفه.
سئل يوما فقيل له: يا سيدي! فلان صاحب علم وصلاح، كثير الوسوسة!.
فقال: وأين العلم؟. يا فلان! العلم هو الذي ينطبع في القلب كالبياض في الأبيض، والسواد في الأسود.
وكان يقول: الناس على قسمين؛ قوم وصلوا بكرامة الله تعالى إلى طاعة الله تعالى.