وقوم وصلوا بطاعة الله تعالى إلى كرامة الله تعالى. قال الله تعالى: يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ
. «١»
ونور الله تعالى يرد على القلب، فيوجب له الاتصاف بصفة أهله في الدنيا، والإعراض عنها، ثم يثب منه إلى الجوارح، فما وصل إلى العين أوجب الاعتبار، وإلى الأذن؛ أوجب حسن الظن، وإلى اللسان؛ أورث الذكر، وإلى الأركان؛ أورث الخدمة.
والدليل على ذلك: أن النور يوجب عزوف الهمة عن الدنيا والتأني فيها، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن النور إذا دخل الصدر انشرح وانفسح. فقيل: يا رسول الله! فهل لذلك من علامة؟. قال: التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود"«٢» وقال في قوله صلى الله عليه وسلم:" لصافحتكم الملائكة في طرقكم، وعلى فرشكم"«٣» : إنما خص الرسول صلى الله عليه وسلم الفرش والطّرق، لأن الفرش محل الشهوات، والطرق محلّ