القرشي، قال: كان ابن هود يلحقه حال يشغله عن حسّه، ويذهله عن نفسه، حتى كان توضع في يده الجمرة ولا يشعر، فإذا أحرقته عاد إلى حسّه. قال: وربما كان يقع في الحفاير، ولا يدري!.
وكان يقرئ في" الدلالة" للريس موسى «١» ، وأسلم على يده جماعة من اليهود، فعملوا عليه حتى سقوه الخمرة في حالة غيبته، وأروه المسلمين، وهو في تلك الحال، ولا بغير ذلك عقيدة من له فيه عقيدة.
قال البرزالي: سألته عن مولده؟. فقال: في ثالث عشر شوال سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، بمرسية.
وتوفي عشية الاثنين السادس والعشرين من شعبان، سنة تسع وتسعين وستمائة، بدمشق.
ودفن بكرة الثلاثاء بسفح قاسيون، وتقدم في الصلاة قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، وأنشد من شعره قوله:
علم قومي بي جهل ... إن شأني لأجلّ
وذكر شيخنا أبو حيان، وقال: رأيته بمكة، وجالسته، وكان يظهر منه الحضور مع من يكلمه، ثم لا تظهر الغيبة منه، وكان يلبس نوعا من الثياب مما لم يعهد بلبس مثله بهذه البلاد، وكان يذكر أنه يعرف شيئا من علوم الأوائل.
وأنشد عن أبي الحكم ابن هانيء عنه قوله:
خضت الدجنّة حتى لاح لي قبس ... وبان بان الحمى من ذلك القبس
فقلت للقوم هذا الربع ربعهم ... وقلت للمسع لا تخلو من الحرس
وقلت للعين غضّي عن محاسنه ... وقلت للنطق هذا موضع الخرس