يا ساكني البطحاء هل من عودة ... أحيا بها، يا ساكني البطحاء؟
إن ينقضي صبري فليس بمنقض ... وجدي القديم بكم ولا برحائي
ولئن جفا الوسمي ما حل تربكم ... فمدامعي تربي على الأنواء «١»
يا لائمي في حب من من أجله ... قد جدّ بي وجدي وعزّ عزائي
هلّا نهاك نهاك عن لوم امرئ ... لم يلف غير منعّم بشقاء
لو تدر فيم عذلتني لعذرتني ... خفّض عليك وخلّني وبلائي
أسعد أخيّ وغنّ لي بحديث من ... حلّ الأباطح إن رعيت إخائي
وكفى غراما أن أبيت متيّما ... شوقي أمامي والقضاء ورائي
وقوله [من البحر الكامل] «٢»
أو ميض برق بالأبيرق لاحا ... أم في ربى نجد أرى مصباحا «٣»
أم تلك ليلى العامرية أسفرت ... ليلا فصيّرت المساء صباحا
يا ساكني نجد أما من رحمة ... لأسير إلف، لا يريد سراحا
هلّا بعثتم للمشوق تحية ... في طيّ صافية الرياح رواحا
يحيا بها من كان يحسب هجركم ... مزحا ويعتقد المزاح مزاحا «٤»
يا عاذل المشتاق جهلا بالذي ... يلقى مليا لا بلغت نجاحا
أقصر عدمتك واطرح من أثخنت ... أحشاءه النجل العيون جراحا
ماذا يريد العاذلون بعذل من ... لبس الخلاعة واستراح وراحا «٥»
سقيا لأيام مضت مع جيرة ... كانت ليالينا بهم أفراحا
واها على ذاك الزمان وطيبه ... أيام كنت من اللغوب مراحا