للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلسفته، ثم بدأ بوصف أغراضه في تواليفه المنطقية والطبيعية، كتابا كتابا، حتى انتهى به القول في النسخة الواصلة إلينا إلى أول العلم الإلهي، والاستدلال بالعلم الطبيعي عليه. ولا أعلم كتابا أجدى على طالب الفلسفة منها، فإنه يعرّف بالمعاني المشتركة لجميع العلوم، والمعاني المختصة بعلم علم منها. ولا سبيل إلى معاني قاطيغورياس وكيف هي «١» الأوائل الموضوعة لجميع العلوم.

ثم له بعد ذلك في العلم الإلهي والعلم المدني كتابان لا نظير لهما، أحدهما المعروف ب:" السياسة المدنية". والآخر المعروف ب:" السيرة الفاضلة. عرّف فيهما بجمل عظيمة من العلم الإلهي، على مذهب أرسطوطاليس، في [المبادئ الستة] الروحانية، وكيف يؤخذ عنها الجواهر الجسمانية، على ما هي عليه من النظام، واتصال الحكمة. وعرّف فيها مراتب الإنسان وقواه النفسانية، وفرّق بين الوحي والفلسفة، ووصف أصناف المدن الفاضلة، واحتياج المدينة إلى السيرة الملكية، والنواميس النبوية «٢» .

أقول «٣» : وفي التاريخ: أن الفارابي كان يجتمع بأبي بكر بن السراج «٤» ،

<<  <  ج: ص:  >  >>