للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاحب إبراهيم بن بابا الديلمي، المشتغل بعلم التناظر، وأضاف إليه كتابا إلى الشيخ أبي القاسم، وأنفذها على يدي ركابي قاصد، وسأله عرض الجزء على الشيخ أبي القاسم، فدخل على الشيخ عند اصفرار الشمس في يوم صائف، وعرض عليه الكتاب والجزء. فقرأ الكتاب ورده عليه، وترك الجزء بين يديه، وهو ينظر فيه، والناس يتحدثون. ثم رجع أبو القاسم وأمرني الشيخ بإحضار البياض، وقطع أجزاء منها، فشددت خمسة أجزاء كل واحد منها عشرة أوراق بالربع الفرعوني، وصلينا العشاء فأمر بإحضار الشراب وأجلسني وأخاه، وأمرنا بتناول الشراب، وابتدأ هو بجواب تلك المسائل. وكان يكتب ويشرب إلى نصف الليل، حتى غلبني وأخاه النوم، فأمرنا بالانصراف.

فعند الصباح قرع الباب؛ فإذا رسول الشيخ يستحضرني فحضرته، وهو على المصلّى، وبين يديه الأجزاء الخمسة؛ فقال: خذها، وصر بها إلى الشيخ أبي القاسم الكرماني، وقل له: استعجلت في الإجابة عنها لئلا يتعوّق الركابي.

فلما حملته، تعجب كل العجب، وصرف الفيج «١» ، وأعلمهم بهذه الحالة، وصار هذا الحديث تاريخا بين الناس.

ووضع في [حال] الرصد آلات ما لم يسبق إليه، وصنّف فيها رسالة، وبقيت أنا ثماني سنين مشغولا بالرصد، وكان غرضي تبين ما يحكيه بطليموس عن قصته في الأرصاد؛ فتبين لي بعضها.

<<  <  ج: ص:  >  >>