قال: إدخال الطعام على الطعام، هو الذي يفني البريّة، ويهلك السباع في البرّيّة.
قال: أصبت.
قال: فما العلّة التي تصطلم «٢» منها الأدواء؟.
قال: هي التخمة. إن بقيت في الجوف قتلت، وإن تحللت أسقمت.
قال: فما تقول في الحجامة؟.
قال: في نقصان الهلال في يوم صحو لا غيم فيه، والنفس طيبة، والعروق ساكنة، لسرور يفاجئك، وهمّ يباعدك.
قال: فما تقول في دخول الحمّام؟.
قال: لا تدخله شبعانا، ولا تغش «٣» أهلك سكرانا، ولا تقم بالليل عريانا، ولا تقعد على الطعام غضبانا، وارفق بنفسك يكن أرخى لبالك، وقلّل من مطعمك يكن أهنأ لنومك.
قال: فما تقول في الدواء؟.
قال: ما لزمتك الصحة فاجتنبه، فإن هاج داء فاحسمه بما يردعه قبل استحكامه، فإن البدن بمنزلة الأرض إن أصلحتها عمرت، وإن تركتها خربت.