طبيب أثرت به تلك البلاد المقفرة، وأثّر بطبّه في أمزجة تلك الحمر المستنفرة «١» . تبع طريق أبيه، وأضاف إلى تالد «٢» والده ظريف تأتّيه، ودرب العلاج حتى كاد يبرئ الأكمه «٣» ، وكان يعرف بضياء الحس، ودرس الحكمه.
ولم ينفعه من جهة الأمومة الشريفة النبوية قربه، ولم يمنعه وقد قضى عليه بالبعد ربّه قتل بسيف النبوة صبرا، وعجّل له مثوى في جهنّم يسمّى قبرا.
قال ابن أبي أصيبعة «٤» :" كان النضر قد سافر البلاد كأبيه، واجتمع مع الأفاضل والعلماء بمكة وغيرها، وعاشر الأحبار والكهنة، واشتغل، وحصّل من العلوم القديمة أشياء جليلة القدر، واطّلع على علوم الفلسفة، وأجزاء الحكمة، وتعلّم من أبيه أيضا ما كان تعلّمه من الطب وغيره.
وكان النضر يؤاتي أبا سفيان في عداوة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لكونه كان ثقفيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" قريش والأنصار حليفان، وبنو أمية وثقيف حليفان" «٥» .
وكان النضر كثير الأذى والحسد للنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ويتكلم فيه بأشياء كثيرة، كما يحطّ من قدره عند أهل مكّة، ويبطل ما أتى به