ناوأه «١» شديد الشكيم «٢» ، وأضحى وهو لا يدعى إلا الحكم الحكيم.
قال ابن أبي أصيبعة:" كان يلحق بأبيه في معرفته بالمداواة والأعمال الطبّيّة، والصفات البديعة، وكان مقيما بدمشق، وعمّر أيضا عمرا طويلا كأبيه".
قال يوسف بن إبراهيم: حدثني عيسى بن حكم أن والده توفي وكان عبد الله بن طاهر «٣» بدمشق، في سنة عشرين ومائتين، وأن عبد الله سأله عن مبلغ عمر أبيه، فأعلمه أنه عمّر مائة وخمس سنين، لم يتغير عقله، ولم ينقص عمله!.
فقال عبد الله: عاش حكم نصف التاريخ! «٤» .
قال يوسف: وحدّثني عيسى أنه ركب مع أبيه حكم بمدينة دمشق، إذ اجتازوا بحانوت حجّام، قد وقف عليه بشر كثير، فلما بصر بنا بعض الوقوف، قال: افرجوا، هذا حكم المتطبّب، وعيسى ابنه.
وأفرج القوم، فإذا رجل قد فصده الحجّام في العرق الباسليق «٥» ، وقد فصده