للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وكان من حديث هذا اسلامش المذكورة) إن السلطان محمود غازان قصد أعداءه [١] فأراد الانحياز إلى الشام، وكاتب الملك المنصور لاجين [٢] ، فأرسل شخصا من جهته يعرف بالمخلص الرومي، فأقبل السلطان وأرباب الدولة عليه، وقيل إنّا لا نكره من هاجر إلينا، واتصل بالسلطان محمود غازان مراسلة المصريين، فبعث إليه عسكرا لمحاربته، فالتقوا معه ببلاد الروم، فلما التحم القتال خامر عليه (المخطوط ١٦٢) بعض من كان معه، فبقى في قل من أصحابه، وحقت عليه الهزيمة فالتحق بالشام في قل من جيشه، فلما أتى حلب جهز معه من يحضره إلى الأبواب السلطانية بمصر، فلما وصل عومل بالإكرام، وعوجل بالإنعام وخير في المقام بمصر إن شاء أو الشام، فذكر أنه ترك وراءه ماله وأهله وأولاده، وسأل تجريد عسكر لإحضارهم ليقيم بالبلاد الشامية، مقطوع الالتفات عما سواها، فجهز معه من العسكر الجلو [٣] طائفة مع بكتمر الجلمى، دخل بهم بلاد الروم على بلاد الأرمن.

وبلغ متملك سيس الخبر، وكان عنده طائفة من التتار فأمسكوا عليهم الدروب، وعاجلوهم باللقاء فما كان بأسرع من أن قتل الجلمى، وفر سلامش، ولجأ إلى قلعة من قلاع الروم، فأرسل السلطان محمود غازان في طلبه، فأحضر إليه، فقتله شر قتلة، وذبحه على غير قبلة.

وكان سلامش قد خلف بالأبواب السلطانية بمصر أخا له اسمه قطقطو والمخلص


[١] وردت بالمخطوط أعدائه.
[٢] المنصور حسام الدين لاجين المنصوري، نائب السلطان قلاوون بدمشق سنة ٦٧٨ هـ تولى السلطنة سنة ٦٩٨ هـ ولمدة سنتين (انظر: فضل الله بن أبي الفخر الصقاعي في تالي وفيات الأعيان تحقيق جاكلين سوبلة من منشورات المعهد القرنسى للدراسات العربية دمشق ١٩٧٤ ص ١٣٢، المنجد في الأعلام، الشيخ عبد الله العلايلي وآخرون بيروت ١٩٨٧ طبعة ١٥/ص ٥٤٦) .
[٣] العسكر الجلو: عسكر الطليعة وجلو هي الطليعة من اللغة الفارسية (فرهنگ رازي ٢٠٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>