عجلة تورث رثيا «١» ، والله يعصمك من الزلل، وخطل «٢» القول والعمل، ويتم نعمته عليك كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم.
فقال إبراهيم: أمرت- أصلحك الله- بسداد، وحضضت على الرشاد، ولست بعائد إلى ما يثلم قدري عندك، [ويسقطني من عينك] ، ويخرجني من مقدار الواجب إلى الاعتذار، فها أنا معتذر إليك من هذه البادرة اعتذار مقرّ بذنبه، لأن الغضب لا يزال يستفزّني بمراده، فيردّني مثلك بحلمه، وتلك عادة الله عندك وعندنا فيك،- وهو حسبنا ونعم الوكيل-، وقد جعلت حظي من هذا العقار ليختيشوع، وليت ذلك يقي بأرش «٣» الجناية عليه، ولن يتلف مال أفاد موعظة".
قال أبو محمد، بدر بن أبي الإصبع الكاتب: حدثني جدي قال:" دخلت على بختيشوع في يوم شديد الحر، وهو جالس في مجلس مخيّش عنده طاقات من الخيش، طاقان ريح بينهما طاق أسود، وفي وسطها قبة عليها جلال أسود من قصب مطهّر بدبيقي «٤» ، قد صبغ بماء الورد والكافور «٥» والصندل «٦» وعليه جبة يماني سعيدي مثقلة، ومطرف «٧» قد التحف به، فعجبت من زيه.
فحين حصلت معه في القبة نالني من البرد أمر عظيم. فضحك وأمر لي بجبّة ومطرف، وقال: يا غلام!، اكشف جوانب القبة.