وقال أبو الريحان البيروني «١» في كتاب:" الجماهر في [معرفة] الجواهر": إن المتوكل جلس يوما لهدايا النيروز «٢» ، فقدّم إليه كل علق «٣» نفيس، وكل ظريف فاخر. وأن طبيبه بختيشوع بن جبرائيل دخل، وكان يأنس به، فقال له:
ما ترى في هذا اليوم؟.
فقال: مثل [ ... ]«٤» الشحاذين، إذ ليس قدر، وأقبل على ما معي. ثم أخرج من كمّه درج آبنوس «٥» مطليا بالفضة، وفتحه عن حرير أخضر، انكشف عن ملعقة كبيرة جوهر، لمع منها شهاب، وضعها بين يديه.
فرأى المتوكل ما لا عهد له بمثله، وقال: من أين هذا؟.
قال: من الناس الكرام. ثم حدث أنه صار إلى أبي من أم جعفر زبيدة، في ثلاث مرات، ثلاث مائة ألف دينار، بثلاث شكايات عالجها فيها:
واحدتها: أنها شكت عارضا في حلقها، منذرة بالخناق، فأشار عليها بالفصد والتطفية، والتغذي بحشو وصفه، فأحضر على نسخته في غضارة