للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صينية عجيبة الصفة، وفيها هذه الملعقة، فغمزني أبي على رفعها؛ ففعلت، ولففتها في طيلساني، وجاذبنيها الخادم.

فقالت له:" لا طفه، ومره بردّها، وعوّضه منها عشرة آلاف دينار"، فامتنعت.

وقال أبي:" يا ستي! «١» إن ابني لم يسرق قط، فلا تفضحيه في أول كرّاته، لئلا ينكسر قلبه. فضحكت، ووهبتها له.

وسئل عن الأخريين؟ فقال: إنها اشتكت إليه تغيّر النكهة «٢» ، بإخبار إحدى بطانتها إياها، وذكرت أن الموت أسهل عليها من ذلك.

فجوّعها إلى العصر وأطعمها سمكا ممقورا «٣» ، وأسقاها دردي نبيذ «٤» دقل «٥» بإكراه، فغثيت نفسها، وقذفت، فكرّر ذلك عليها ثلاثة أيام.

ثم قال لها: تنكّهي في وجه من أخبرك بذلك، واستخبريه: هل زال؟.

والثالثة: أنها أشرفت على التلف من فواق «٦» شديد، كان يسمع من خارج الحجرة.

فأمر الخادم بإصعاد خوابي إلى سطح الصحن، وتصفيفها حوله على الشفير،

<<  <  ج: ص:  >  >>