للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبرت يا أمين الدولة. فقال: نعم يا أمير المؤمنين، وتكسّرت قواريري. ففكّر الخليفة في قول أمين الدولة، وعلم أنه لم يقله إلا لمعنى قد قصده، وسأل عن ذلك، فقيل له: إن الإمام المستنجد بالله كان قد وهبه ضيعة تسمى قوارير وبقيت في يده زمانا، ثم من مدة ثلاث سنين حط الوزير يده عليها، فتعجّب الخليفة من حسن أدب أمين الدولة، وأنه لم ينه أمرها إليه ولا عرض بطلبها، ثم أمر الخليفة بإعادة الضيعة إلى أمين الدولة وأن لا يعارض في شيء من ملكه.

ومن شعره قوله في ولده وكان غاية في الدين: [المنسرح]

أشكو إلى الله صاحبا شكسا ... تسعفه النفس وهو يسعفها

فنحن كالشمس والهلال معا ... تكسبه النور وهو يكسفها

وقوله: [المتقارب]

إذا وجد الشيخ في نفسه ... نشاطا، فذلك موت خفي

ألست ترى أن ضوء السراج ... له لهب قبل أن ينطفي

وقوله: [مجزوء الكامل]

قال الأنام، وقد رأوه ... مع الحداثة، قد تصدّر:

من ذا المجاوز قدره؟ ... قلت: المقدّم بالمؤخّر

وقوله: [مجزوء الكامل]

قد قلت للشيخ الجليل ... الأريحي أبي المظفر:

ذكّر فلان الدين بي ... قال: لا يذكّر

وقوله: [الكامل]

العلم للرجل اللبيب زيادة ... ونقيصة للأحمق الطيّاش

<<  <  ج: ص:  >  >>