ومعروف، وكل ذي طب يسرح نظرا بإحسان ويمسك يدا بمعروف، ولم ألحق أحدا من الكبراء وأهل العلم إلا من كان يحسن عليه الثناء، ويحلو بأوصافه الحسناء.
قال لي عمي الصاحب شرف الدين أبو محمد عبد الوهاب- رحمه الله تعالى-: هو آخر الأطباء الذين رأتهم عيني.
وسألت عنه شيخنا شهاب الدين أبا الثناء الحلبي فقال: كان يقال هو جالينوس وقته. ثم أخذ في وصفه، وذكر ما كان عليه من حسن الملاطفة وإحسان العلاج.
قال ابن أبي أصيبعة «١» :" كان أبو مجد الدين قاضيا ببعلبك، ونشأ هو بدمشق، واشتغل بها في الطب على المهذب عبد الرحيم بن علي، وجمع له العلم الغزير، والذكاء المفرط، والمروءة التامة، وكانت له همة عالية في الاشتغال، ونفس جامعة لمحاسن الخلال، وكان لا يخلو له وقت من التزيد في العلم، والعناية بالمطالعة والفهم، وكان قد توجه صحبة المهذب لما طلبه الملك الأشرف، وخدم بالمارستان بالرقة، وصنّف مقالة حسنة في" الرقة"، واشتغل بها في الحكمة على الزين الأعمى رحمه الله، وكان إماما في العلوم الحكمية.
ثم عاد ابن قاضي بعلبك إلى دمشق، فلما طلبها الجواد يونس «٢» ، حظي عنده وتمكن في دولته، واعتمد عليه في صناعته، وولّاه، الرياسة على الأطباء والكحالين، والجرائحية، وكتب له توقيعا «٣» بذلك، فجدّد من محاسن الطب