رجلك بسرعة وقد صادفت رجلك شوكة في هذا الموضع الذي يوجعك. وأظهر له أنه أخرج الشوكة وقال: ما بقي عليك باس، وسكن عنه الألم بعد ذلك ورحلوا، فلما كان بعد عودهم بمدة وقد نزلوا في تلك المنزلة قال له صاحبه:
أتدري ذلك الوجع الذي عرض لك في هذا الموضع من أي شيء كان؟. فقال:
لا. فقال: إن حية ضربتك في رجلك ورأيناها، وما أعلمناك، فعرض له في الوقت ضربان قوي في رجله وسرى في بدنه، إلى أن قرب من قلبه وعرض له غشي، ثم تزايد به إلى أن مات، وكان السبب في ذلك أن الأوهام، والأحداث تؤثر في البدن تأثيرا قويا، فلما تحقّق أن الآفة التي عرضت له كانت من نهشة الحية تأثر ذلك وسرى ما كان في ذلك الموضع من بقايا السم في بدنه، ولما وصل إلى قلبه أهلكه.
قلت: ومن نسبة ما حكى عن أبيه ما شاهدته بعيني سنة ست وسبع مائة، وذلك أنه كان عندنا صغير في سطح الدار يلعب، وبيده تفاحة، فجعل يلقيها من يده ثم يجري وراءها، ويأخذها، وألقاها مرة فتدحرجت وجرى هو خلفها، فوقعت من طاقة في السطح معدة لرمي الثلج ترمى إلى الطريق علوها عن الأرض يقارب عشرين ذراعا، واستمر هو جاريا خلفها ليأخذها، فوقع من ذلك العلو إلى الأرض قائما على قدميه، واستمر جاريا خلف التفاحة حتى أخذها ولم يضره شيء البتة، وكان سداسي السن وكنت قريبا من سنه وأنا أشاهده، وأنا على باب الدار، فسبحان الله اللطيف بخلقه.