٢٥٣ من الأصل بعد أن ذكر اختياره من كتاب الأصفهاني:(وقد بقيت مدة لا أجد ما أذيل عليه ولا ما أصله به إلى زماننا هذا على ما جرينا عليه في جميع هذا الكتاب، لقلة اعتناء المتأخرين ولا سيما بهذا الفن الذي فني ولم يبق من يعاينه أو يسمعه، لرغبة ملوك زماننا فيما سوى هذا، وشواغل أبناء الزمان بالهموم الصادرة عن السرور، ثم ظفرت لابن ناقيا بتأليف جاء في تضاعيفه عرضا ذكر جماعة على ذيل زمان أبي الفرج، ثم اقتطفت من كتب التواريخ والأخبار المقيدة عن أواخر الخلفاء من بني العباس، وبقايا الخلفاء بالأندلس من بني أمية، وأعقاب الملوك والجلة من كل أفق ما جمعت مفرقه وألفت ممزقه، ثم اتبعته بما التقفته من ذماء بقية من أهل الاعتناء ممن تأخر بهم الأجل إلى هذا العصر وبذلت الجهد فيه حسب الطاقة ونقبت فيه حتى لم أجد، وأبديت فيه حتى لم أعد) .
وكتاب ابن ناقيا في الأغاني الذي نوّه به المؤلف ونقل منه واعتمد في هذا القسم عليه، فإنه لم يصلنا وكل ما لدينا منه ما حفظه المؤلف ابن فضل الله العمري من اقتباسات منه، وكان المؤلف في القسم الأول ينقل ويختار ويختصر متابعا نهج أبي الفرج، أما في القسم الأخير الخاص بالأندلس والمغرب ومصر، فإنه يحاول أن يتوسع في النقل والاستشهاد بالشعر، لقلة المعلومات والكتب عن المغنين والمغنيات، لذلك نراه حين يذكر اللحن والشعر الذي غني به من قصيدة، يذكر الأبيات، ثم يتبعها بذكر القصيدة أو الأبيات اللاحقة لأبيات الغناء، ويذكر أيضا مختارات من شعره هو مما يناسب معاني الأبيات المستشهد بها.
لقد اختار المؤلف في مجمل كتابه تراجم لعدد كبير من المغنين والمغنيات بلغ عددهم (١٨٩) مئة وتسعة وثمانين مغنيا ومغنية عدد المغنين منهم (١٣٠) مئة وثلاثون مغنيا وعدد المغنيات (٥٩) تسع وخمسون مغنية وفيهن الشواعر