للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلى، فقال: هذه «١» سنّ انتزعت فأحبّ أن تدفنها لي بالبقيع، فخرجنا والله ولم ندخل المدينة حتى دفناها بالبقيع.

قال: خرج الغريض مع قوم فغناهم هذا الصوت: «٢» [الطويل]

جرى ناصح بالودّ بيني وبينها ... فقرّ بني يوم الحصاب إلى قتلي

فاشتد سرور القوم، وكان «٣» معهم غلام فأعجبه، فطلب اليهم أن يكلّموا الغلام في الخلوة معه، ففعلوا، وانطلق مع الغلام حتى توارى بصخرة، فلما قضى حاجته أقبل الغلام إلى القوم، وأقبل الغريض يتناول حجرا حجرا ويقرع به الصخرة، ففعل ذلك مرارا، فقالوا: ما هذا يا أبا زيد «٤» ؟

فقال: كأني بها وقد جاءت يوم القيامة رافعة ذيلها تشهد علينا بما كان منّا إلى جانبها، فأردت أن أجرّح شهادتها على ذلك اليوم، والشعر الذي غناه لعمر ابن أبي ربيعة:

جرى ناصح بالودّ بينى وبينها ... فقرّبني يوم الحصاب إلى قتلي

فقالت وأرخت جانب السّتر إنّما ... معي فتحدّث غير ذي رقبة أهلي

فقلت لها «٥» ما بي لهم من ترقّب ... ولكنّ سرّي ليس يحمله مثلي

قال الزبير «٦» : رأيت علماءنا جميعا لا يشكون في أن أحسن ما يروون في

<<  <  ج: ص:  >  >>