غرضا «١» للغريض، ولا شهوة لشهوات أكرم به من معبد لم ير مثله من يمشي بنظره في الجامع كتاب أبي الفرج وطلب الزيادة وصعد الدرج، بل ولو زاد في شدّة الأسر وحلّق، حتى حام على النسر.
وما قصبات السبق إلا لمعبد «٢»
قال أبو الفرج الاصفهاني، قال إسحاق: كان معبد يقول:
لقد صنعت ألحانا لا يقدر أن يغنيها شبعان، ولا يقدر سقّاء يحمل القربة على الترنّم بها حتى يقعد مستوفزا «٣» ، ولا القاعد حتى يقوم.
قال إسحاق: قيل لمعبد كيف تصنع إذا أردت أن تصوغ الغناء؟ قال: أرتحل قعودي «٤» ، وأوقّع بالقضيب على رحلي، وأترنّم عليه بالشعر حتى يتبين لي الصوت، فقال له: ما أبين هذا في غنائك!
قال ابن الكلبي: قدم ابن سريج والغريض المدينة يتعرضان لمعروف أهلها، فلما شارفاها تقدّما ثقلهما ليرتادا منزلا حتى إذا كانا بالمغسلة، وهي جبّانة على طرف المدينة يغسل فيها الثياب، إذا هما بغلام ملتحف بإزار، وطرفه على رأسه، وبيده حبالة يتصيّد بها الطير، وهو يغني هذا الصوت:«٥»[البسيط]