قال المدائني: قيل لأشعب: ما بلغ [ص ١٢٨] من طمعك؟ قال: ما رأيت اثنين يتشاوران قط إلا ظننت أنهما قد أمرا لي بشيء.
قال المدائني: قال أشعب لأمه: رأيتك في النوم مطلية بعسل، وأنا مطلي بعذرة «١» ، فقالت يا فاسق، هذا عملك الخبيث كساك هو الله عز وجل، قال: إن في الرؤيا شيئا آخر، قالت: وما هو؟ قال: رأيت أني ألطعك وأنت تلطعيني، قالت:
لعنك الله يا فاسق.
قال المدائني: كان أشعب يتحدث إلى امرأة بالمدينة حتى عرف بذلك، فقالت لها جاراتها: لو سألته شيئا فإنه موسر، فلما جاء قالت: إن جاراتي ليقلن لي: ما يصلك بشيء، فخرج نافرا من منزلها، فلم يقربها شهرين، ثم إنه جاء ذات يوم فجلس على الباب، فأخرجت له قدحا مملوءا ماء، فقالت: اشرب هذا من الفزع، فقال: اشربيه أنت من الطمع.
قال المدائني، قال رجل لأشعب: لو تحدثت عندي العشية؟ فقال: أكره أن يجيء ثقيل، فقلت: ليس غيري وغيرك، قال: فإذا صليت الظهر فأنا عندك، فصلّى وجاء، فلما وضعت الجارية الطعام، إذا بصديق لي يدقّ الباب، فقال: ألا تراها، قد جاءنا ثقيل؟ قلت: عندي له عشر خصال، قلت: أولها أنه لا يأكل ولا يشرب، قال: رضيت والتسع خصال له، أدخله.
قال المدائني: دخل أشعب يوما على الحسين بن علي رضي الله عنه وعنده اعرابي قبيح الوجه، فسبّح أشعب حين رآه، ثم قال للحسين: بأبي أنت وأمي، أتأذن لي