قال: كان إبراهيم بن المهدي في مجلس محمد الأمين، والمغنون حضور، فغنّى يحيى المكي:«١»[مجزوء الوافر]
خليل لي أهيم به ... فلا كافا ولا شكرا
فاستعاده إبراهيم وأحب أن يأخذه منه، فجعل يحيى المكي يفسده، وفطن الأمين بذلك، فأمر له بعشرين ألف درهم وأمره برده وترك التخليط فيه، فدعا له، وقبّل الأرض بين يديه، وردّد الصوت وجوّده، فاستعاده إبراهيم، فقال له يحيى:
ليست تطيب نفسي لك به إلا بعوض من مالك، ولا أنصحك والله، فهذا مال أمير المؤمنين مولاي فلم تأخذ أنت غنائي، فضحك الأمين وحكم على إبراهيم بعشرة آلاف درهم، فأحضره «٢» وقبّل يحيى يده، فأعاد الصوت وجوّده، فنظر إلى مخارق وعلوية متطلعين لأخذه، فقطع الصوت، ثم أقبل عليهما فقال:
قطعة من خصية الشيخ تغطّي أستاه عدة صبيان، والله لا أعدته بحضرتكما، ثم أقبل على إبراهيم بن المهدي، فقال له: يا سيدي، أنا أصير إليك حتى تأخذه متمكنا، ولا يشركك فيه أحد، فصار إليه فأعاده حتى أخذه، وأخذه جواريه.
قال: غنّى ابن جامع للرشيد يوما بيتا، وهو هذا:«٣»[الكامل]
إنّي امرؤ مالي يقي عرضي ... ويبيت جاري آمنا جهلي
فأعجب به الرشيد، فاستعاده مرارا وأسكت لابن جامع سائر المغنين، وجعل